دار الحديث النبوي الشريف

Historical view | Photo Gallery | Badr Al-Deen | Rankousi | Midani | Al-Huassain
المقدّمة | محمّد أبو الخير الميداني | شيوخه | شمائله رضي الله عنه | حياته العلميّة | تلاميذه | بعض كراماته
القصر الشريف | مشيخة دار الحديث | الذين تخرّجوا من دار الحديث | أعضاء مجلس الأدارة | الشيخ عبد القادر القصّاب | المدرسة التي أسّسها | الخاتمة
المقدّمة | المعرفة الحقيقيّة لدار الحديث | أوقاف دار الحديث | شروط مشيخة دار الحديث | تجديد دار الحديث الأشرفيّة | فوائد | الخاتمة
ولادته ونسبه | صفاته وأقوال العلماء فيه | رحلاته ومؤلّفاته | شيوخه وتلاميذه | صورة الاجازة | بعض كراماته | تراجم عن حياته رحمه الله
نشأته رحمه الله | هيئته الخلقيّة رحمه الله | ملبسه المبارك | كرمه رضي الله عنه | احسان جبر الخواطر | باعه العلميّ | شجاعته وقوّته
المؤلّف الشيخ صلاح الدين فخري | ترجمته لحياة الشيخ محمود | ماكتبه عن الشيخ حسين | معرفته بالشيخ مختار العلايلي | تعرّفه على الشيخ محمود
المقام وبدر | التظاهر والستر | جبريل | أية الخمر والرفث و الحرث | التحكيم و بدر والتوبة | البهتان والأستئذان والحفظ | الأذان والمخاللة والمنافقين

small logo

استقامته وعادته

كان رحمه الله على طريقة السلف الصالح من اظهار الدين الحنيف بمظهره الحقيقي بعيدا عن الدخيل الذي ليس من الدين في شيء , فانه بعد أن يصلي الصبح في الجامع الأموي بغلس يقرأ بعض أوراده ثم يذهب الى غرفته في دار الحديث وحوله جماعة ممن ولعوا به , فاذا وصل الى الباب المدرسة أقبل عليهم بوجهه المنير وطلب منهم الدعاء ثم سلم ودخل غرفته , وهناك يتم بقية أوراده ثم يصلي صلاة الضحى التي لم يتركها حتى في سفره وحتى يوم وفاته ( وقد أسلم روحه الشريفة بعد صلاة الضحى بنحو ساعة ) وبعدها أغفى اغفاءة ثم يبتدىء الدروس التي تمتد الى ما بعد الضحوة الكبرى فاذا قرب الظهر توضأ واستقبل القبلة ودعا وصلى ماشاء الله أن يصلي فاذا أذن الظهر صلاها بجماعة وأقبل بعد قراءة أوراده على الدروس فاذا قرب العصر تهيأ لها ثم بعد أن يصليها مع الجماعة يعود الى الدروس وربما قرأ درسين أو أكثر ثم يتوجه الى داره فاذا صلى المغرب جماعة أفطر ثم جلس للدرس في بيته وهذا الدرس يحضره بعض الطلبة وكثير من العامة ويؤخر صلاة العشاء لأجله فاذا صلاها مع الجماعة ذهب فورا الى مضجعه من غير أن يكلم بعدها أحدا فينام وهو ذاكر لله تعالى ثم يقوم للتهجد حتى يقرب الفجر فيأتي الجامع الأموي فيصلي فيه الفجر بغلس وهكذا دواليك – أي عادته – لايخالف هذا السير ولايتركه فأوقاته بل حياته دائرة بين ذكر وصلاة ودعاء ومناجاة وصيام وقيام ودروس خاصة وعامة وشفاعة لدى حاكم ونصيحة له وسؤال عن أحوال الناس وعن أسعار أقواتهم ومواضع شكاتهم وترحيب بزائر وطلب الدعاء منه وزيارة المساجين والقبور وصلة الأرحام وعيادة المرضى وجمع الناس على الله تعالى , وكان يرغب كثيرا في زيارة الطاعنين في السن وان نأت بهم الدار وبعد بهم المزار طالبا الدعاء منهم . وقد أجمع من يعتد باجماعه على أنه بدر الدين وشمس الزمان والنبراس الذي كان يضيء لجميع الأنام , فأخلاقه وأحواله مطابقة للأخلاق المحمدية

ورعه وتوا ضعه وعبادته

كان رحمه الله تعالى ورعا متواضعا كريم النفس حسن الأخلاق سهل المقابلة لين الجانب .من ورعه عدم الفتيا بل يحيلها على أحد العلماء في مدرسته أو على المفتي العام واذا ثمة مسألة مشكلة ولم يفد أحد عنها من أهل العلم أمر أحد طلابه أن يكتب جوابها وهو يملي على الكاتب عن ظهر قلب مع استيفاء أدلتها وقد يحيل بعض ما في المسئلة الى محالها فيقول هي في كتاب كذا في صفحة كذا . ومن ورعه لايؤم في صلاة ولايخوض في أمور الدنيا ولايستمع الى غيبة أحد ولايمكن أحدا يخوض في كلام مباح بمجلسه فضلا عن غيره , واذا تكلم أحد في أمور الدنيا أسكته مهما كانت منزلته . ومن ورعه أنه اذا كان في المسجد لايكلم أحدا فيه . ومن ورعه واجتهاده في العبادة أنه كان يبالغ في الوضوء في الشتاء أكثر منه في الصيف لئلا تميل نفسه الى الارتياح ولذا كان لايمسح على خفيه أبدا . أما تواضعه فعجيب فقد كان يتوجه لزيارة أهل الصلاح والتقوى والفقراء ويزور مدارس الأولاد الصغار ويدخل عليهم ويطلب الدعاء منهم ومن معلميهم ويمسح رؤوس الأيتام منهم ويأتي السجون فيسلم عليهم وينصحهم ويتلطف معهم ويطلب دعاءهم ويأمر المظلومين منهم بالصبر فيزول مابهم من الشدة . ومن ورعه أنه لم يدخل في عمره دواوين الحكومة ولاقصورها واذا دعت الحاجة لذلك لم يتجاوز الباب الى داخله . ومن ورعه أنه كان يكره أن يقرأ التلميذ أمامه عبارة رد بعض العلماء على غيرهم بما يفهم التنقيص كقولهم ذكر فلان كذا وقد أخطأ بل يقول انظر اليها ولاتقرأها

 

كان رحمه الله تعالى صمته فكرا , ونطقه ذكرا , وقوله عبرة وحكمة , صائم النهار قائم الليل كثير التنفل لايفتر لسانه عن ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , متمسكا بكافة السنن المحمدية مصليا أوقاته كلها مع الجماعة مكثرا لتلاوة كتاب الله تعالى مصليا جميع نوافله قائما حتى مرضه وكنت أقوم من وراءه حالة تنفله قائما في مرضه مخافة السقوط , وكان لايرفع لقمة الى فيه الا قال بسم الله ولاأساغها الا قال الحمد الله . وكان عظيم الاعتناء بالمواظبة على جميع الرواتب – أي : السنن – القبلية والبعدية والوتر والضحى وصلاة التسابيح والأوابين وقيام الليل ونحوها من سائر النوافل يصليها كلها قائما الى أواخر حياته , ومازال على هذا الصراط السوي الى آخر ساعة من حياته فصلى قبيل وفاته الفجر والضحى ثم سلم روحه الطاهرة الى ربه العظيم

 

 

 

 

Valid XHTML 1.0!

Valid CSS!

About Us | Site Map | Privacy Policy | Contact Us | ©2004 Dar Al-Hadith